November 20, 2021

إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته. فاستهدوني أهدكم » (رواه مسلم من حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-). تنتشر كلمة وعبارة أرفضها بشدة ويرفضها كل عاقل واع: "نحن نثق في نزاهة القضاء المصري" وكأننا قد اعتدنا وتمرسنا صناعة الآلهة التي تعبد من دون الله عز وجل، والتي هي مجرد مخلوقات لا حول لها ولا قوة، أو ليس القاضي هو بشر معرض للخطأ والنسيان والزلل الخيانة؟ أو ليس مجرد بشر تعتريه الرعشة ويتملكه الخوف على حياته وأبنائه ومنصبه، بما قد يجعله يميل على المظلوم ليمرر للظالم ويفتح له السبيل إلى البراءة والخروج مطمئناً من التهمة التي يعلم يقينا ويعلم القاضي والمجتمع كله أنه لم يرتكبها أحد سواه، وكأني بالذين يلوكون هذه العبارة متشدقين بها قد جهلوا تلك الآيات السابقة التي تقرع الآذان المصغية والقلوب الواعية والأفهام النابهة والعقول الناضجة. أما الخصوم فقالوا لداود قبل أن يعرضوا عليه مظلمتهم: { فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ.. } ما قيمة وفائدة هذا القيد الذي ذكره الخصم إذ تسوروا عليه المحراب قبل أن يعرضوا عليه مظلمتهم، إلا إذا كان ذكره من باب التذكير والتحذير والحث على الحكم بالحق وعدم الميل لأحدهما على الآخر دون مسوغ مقبول.

نزاهة القضاة...! - كارم السيد حامد - طريق الإسلام

انظر إلى التحذير الرباني الواضح المباشر لداود عليه السلام بعد هذا التشريف بجعله خليفة في الأرض، وهو يعلمه ويخبره بمقتضيات الرسالة والوظيفة القضائية: { فاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى} ففرق الله عز وجل بين الحكم بالحق الذي هو الثابت المستقر وفق الأدلة والأوراق والوقائع الظاهرة الدلالة على اتجاه الدعوى، وبين الهوى الذي قد يسول للقاضي أن يخالف الحق لينصر الظالم ويقهر المظلوم فتكون النتيجة: { فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} وبين له العاقبة المترتبة على الضلال عن سبيل الله: { إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}. وتلك ميزة وخصيصة لها قيمتها في الإسلام وهي الاقتران الدائم بين العمل الدنيوي والجزاء الأخروي، فدائماً ما ترى الإسلام يخاطب العبد بما يفرضه من أوامر ونواهٍ وتوجيهات، وزواجر وهو يحثه على فعل هذه واجتناب تلك، وفي نفس السياق يجعل المثوبة مرتبطة ارتباطاً وثيقة بنداء الإيمان أو العبودية لله رب العالمين والمثوبة الأخروية، ويا لها من خصيصة تجعل القلب يفيق مهما غيبته الدنيا وألهته الشهوات وغيبته المغريات، فتراه يعود أدراجه إلى حيث النبع الأصفى والنهج الأوفى، والدرب الأسلم والصراط الأقوم، فيالسعادة من هداه الله إلى الحق فرشد، ويالخسران الآخر الذي ضاع وفُـقِد.

هذه هي الفاصلة الفارقة بين إنسان وآخر { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} قد يفلت الظالم من عذاب وعقوبة الدنيا وينجح في طمس أدلة إدانته، وقد يساعده على ذلك منصبه وحاشيته وحشمته، وزبانيته وأعوانه من الطغاة الذين لو وقع هو وقعوا هم بوقوعه، لكن العاقبة والعقوبة الأخروية لا فرار منها ولا فكاك. وتلك مسألة مهمة ألا وهي المراعاة ليوم الحساب الذي قال الله عز وجل عنه وهو ينكر على المطففين: { أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4ـ 6]. سؤال مهم ينبغي أن يوجه إلى المشير طنطاوي، والمجلس العسكري وللنائب العام، والقضاء الذي ربما يبطل الحق ويعلي كلمة الباطل: "ألا تظنون أنكم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين؟ ألم تأخذوا لكم عبرة مما جرى لطاغية تونس وطاغوت ليبيا، وفرعون مصر لتكون نوراً يهديكم به الله عز وجل إلى إقامة العدل ورفع الظلم ومنع الفساد، وإيقاف الطغيان الذي لا يزال مستمراً؟ ألم تسمعوا مرة واحدة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: « يا عبادي!

  • مشاهدة قناة bein sport HD2 بث مباشر
  • اخلاء طرف من بنك التنمية الاجتماعية
  • الغاز بالانجليزية وحلولها مترجمة
  • كيف ازيد دخلي
  • معهد سلاح الصيانة
  • كلية العدالة الجنائية
  • اسعار التلسكوب في السعودية
  • ما هي أبرز مواصفات لابتوب هواوي "ميت بوك إكس برو"؟
  • كيلو متر مربع wikipedia
  • ألعاب تسوق باربي حول العالم - ألعاب بنات هاي
  • نسبة اليوريك اسيد الطبيعية